الجريمة ونظرية التعلم بالملاحظة | راديو AWA
| 0 التعليقات ]







ترتكز نظريات الاعلام والاتصال على مجوعة من النظريات، تفسروتشرح طبيعة العلاقة بين بين ما تقدمه وسائل الاعلام وبين الثاثير الذي تخلفه لدى المتلقي وما دمنا سنتاول في هذا المقال نظرية التعلم بالملاحظة فاننا سنركز على تاثير التلفزيون على السلوك الاجرامي فمانوع هذا التاثير؟وماهوالوجه الآخر لنشر اخبار الجريمة؟ وماهي شروط النشر الواعي والمسؤول؟
ان نشر اخبار الجريمة يستند الى مبداحرية النشر،ولكنه يخضع هذه الحرية الى معايير اعلامية واجتماعية واخلاقية فمعالجة اخبار الجريمة في برامج التلفزيون ،لابد وان يخضع لخصائص الاعلام وقيمه واخلاقياته حتى يمارس الاعلام الدور المنوط به في المجتمع، ذلك ان معالجة موضوع الجريمة في الاعلام المرئي يجب ان يصب في اطار كفاح الجريمة وليس تطويرها واستقطاب مجرمين جددربما كان يعتريهم بعض الترددوزادت متابعتهم لبرامج الجريمة من عزيمتهم على الدخول الى عالم الاجرام .
لذلك فالنشر الواعي والمسؤول ،هو الذي يجعل القائم بالاتصال يضرب الف حساب لما سيتم بثه على شاشة التلفازويكون على دراية بالحالة النفسية والاجتماعية في البيئات المهيئة لانتاج المجرمين الجدد من المراهقين او الكبار يمكن لوسائل الاعلام عموما،والمرئي منه على وجه الخصوص بوضع الحقائق بين ايدي الناس وذلك من خلال عرضها للاثار السلبية التي تلحق بالفرد والمجتمع، من جراء ارتكاب الجريمة فهذا النوع من النشر يتحول الى وسيلة لمكافحة الجريمة على الصعيد الاجتماعي ويلاحظ ان اخبار الاجرام والمجرمين تتنقل بين الناس باعتبارها شيئا مثيراوتختلف طريقة نقل هذه الاخبار من شخص لاخر حسب اختلاف مستوياتهم العمرية والمعرفية والطبقات الاجتماعية التي ينتمون اليها فمثلا عندما بتث قناة "دوزيم" برنامج " اخطرالمجرمين" عن عصابة تقترف السرقات باستعمال الدراجات فائقة السرعة وتتنقل بين الرباط وسلا والقنيطرة لوحظ تاثر كبير للمراهقين بما جاء على لسان الراس المدبر للعصابة حيث قال: " السجن هو ما نعيش فيه.."وفي الوقت داته لوحظ ازدياد كبير في عدد السرقات التي يرتكبها مجرمون على متن دراجات نارية فائقة السرعة المعروفة ب t-max في مدن الرباط سلا والقنيطرة.


التاثر بهؤلاء المجرمين يكون بدرجة كبيرة في المراهقين، حيث يشمل محاولة تقليد المظهر الخارجي للمجرم والتاثر بالالفاظ والاقوال التي يتفوهون بهاكما يشمل ايضا التاثر ببعض الصور الانسانية البائسة التي يعيش فيها المجرمون وتعاسة ظروف حياتهم.

مفهوم نظرية التعلم بالملاحظةThe obesrvational Lerning Model
تقوم هذه النظرية على ان متلقي الرسالة الاعلامية يتعلم مما يقدم له، اما ايجابا اوسلبا، وما دمنا نتحدث عن الجريمةفان الجانب السلبي هو ما يشكل خطورة على امن المجتمع، فافلام العنف والجريمة تجعل المراهقين يتاثرون بما يقدم لهم، بل يقلدون ابطال الافلام في سلوكهم الاجرامي .
ويتضح من الاطلاع على اهم الادبيات في هذا الموضوع ،لوحظ زيادة الشكوى من العنف في اجهزة الاعلام منذ الثلاثينات، حين ظهر ما يسمى بعنف هوليود الجديد، ومع انتشار مشاهدة التلفزيون توجه الاهتمام الى الافلام والمسلسلات التي تعرض مشاهد عنف، باعتبارها تساعد لاشعوريا على ارتكاب اعمال القسوة والتدمير والعنف.وعلى الرغم من ظهور بعض الاراء التي تقول، بان الجمهور الذي يشاهد برامج التلفزيون، واخبار الجريمة ليس سلبيا، يعمل فيه التلفزيون كما تعمل الريح في الريش او القش ،الا انه يعد عاملا محفزا لسلوك مسالك الاجرام، مع الاخد بعين الاعتبار، ان الانحراف والجنوح امران معقدان تتداخل في تكوينهما مؤثرات متشابكة من البيت ،وحالة التفكك الاسري وجماعة رفاق السوء والمدرسة والاحتكاك بالمنحرفين في المجتمع، أي ان التلفزيون يساهم بقدر في تزكية الجانب الاجرامي والعدواني في الشخصية، وهذا ما حدا ببعض الاطباء الى القول، اذا كان السجن بالنسبة للمراهقين كلية يتعلمون فيها الجريمة، فان التلفزيون هو المدرسة الاعدادية للانحراف.

النشر او عدم النشر
ان نشر اخبار الجريمة يقتضي وضع المسألة الأمنية في الاعتبار،ومناقشة الكيفية التي يتم بها هذا النشر ذلك ان عرض هذا النوع من البرامج يخلف لدى المشاهدين الانطباعات التالية:
ان للجريمة ما يبررها.
يجعل من الجريمة امرا مقبولا ومالوفا اجتماعيا.
يعطي الانطباع بان الجريمة تقود الى منفعة (ككسب المال مثلا..)
تقديم الجريمة بطرق مثيرة.
خلق نوع من التعاطف مع المجرم الطي يضطر تحت ضغط الفقر الى اقتراف السرقات.
تقديم عمل الشرطة بطريقة تثير الناس ضد الشرطة.
تكريس فكرة توجيه اللوم الى الشرطة عند وقوع اية جريمة.
تنمية الشعور الجمعي بالعطف على المجرمين في اوساط الاحياءالفقيرة.
اضفاء طابع البطولة على شخصية المجرم واثارة خيال بعض المراهقين ودفعهم لتقليد الافعال والسلوكات الاجرامية وعموما فان نظرية التعلم من خلال الملاحظة، تؤدي في جانبها السلبي الى التاثير في سلوك الجمهورالمهيئ للدخول عالم الجريمة حيث تعلم برامج العنف والجريمة اساليب جديدة لارتكاب الجرائم كما انها تجعلهم يستفيدون من اخطاء المجرمين اللذين وقعوا في قبضة الشرطة بحيث يعملون على تفادي تكرار اخطائهم.



التعليقات : 0

إرسال تعليق


أخي الكريم، رجاء قبل وضع أي كود في تعليقك، حوله بهذه الأداة ثم ضع الكود المولد لتجنب اختفاء بعض الوسوم.
الروابط الدعائية ستحذف لكونها تشوش على المتتبعين و تضر بمصداقية التعليقات.